تعهدت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس بالأبحاث اللازمة للكشف عن ملابسات وفاة الطبيب زكريا بوقيرة، الذي وُجد جثة هامدة داخل منزل عائلته الكائن بالضاحية الشمالية للعاصمة. وقد أثارت الوفاة المفاجئة للطبيب المعروف، صدمة واسعة في الأوساط الطبية والإعلامية، خاصة وأن الفقيد كان من أبرز الأسماء التي ظهرت خلال فترة جائحة كورونا، حيث عُرف بمواقفه الحادة وتحذيراته المستمرة حول الوضع الصحي في البلاد.
وبحسب المعطيات الأولية التي تم تداولها، فقد تفطن أحد أفراد العائلة إلى وجود جثة زكريا بوقيرة داخل غرفة الاستحمام، ما استدعى على الفور إشعار أعوان الأمن بالجهة. وقد حلّت الوحدات الأمنية على عين المكان رفقة ممثل عن النيابة العمومية، حيث تم معاينة الجثة قبل الإذن بنقلها إلى مصالح الطب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة.
وأكد مصدر أمني مطلع أن الجثة لا تحمل في الظاهر آثار عنف أو إصابات واضحة، إلا أن التحاليل الطبية والتشريح سيظلان الفيصل لتحديد إن كانت الوفاة طبيعية أو ناجمة عن أسباب أخرى. وقد تم فتح بحث تحقيقي في الغرض للتثبت من كافة الظروف والملابسات المحيطة بالحادثة.
زكريا بوقيرة، الطبيب والمختص في الأمراض المعدية، كان له حضور دائم في المشهد الإعلامي خلال فترة الأزمة الصحية، وبرز بتصريحاته الجريئة التي أثارت الجدل في أكثر من مناسبة. كما كان من بين الأصوات المنادية بالتشدد في تطبيق الإجراءات الوقائية وفرض الحجر الصحي الشامل حمايةً للأرواح.
وتتواصل حالياً التحقيقات من قبل الجهات الأمنية والقضائية بالتنسيق مع الطب الشرعي لتحديد الأسباب الدقيقة التي أدت إلى الوفاة، فيما خيّم الحزن والأسى على زملائه وأقاربه الذين عبّروا عن صدمتهم الكبيرة برحيله المفاجئ.
وسنوافيكم بتفاصيل إضافية حال توفرها.